تعيد إدارة نادي برشلونة الإسباني هيكلة تعاقدات نجمها الصاعد لامين جمال، في محاولة لتجنب تكرار الأخطاء المالية التي ارتبطت بعقود الأسطورة السابقة ليونيل ميسي.
يأتي القرار بعد سنوات عانت فيها الإدارة من تبعات التجديدات المتكررة لميسي، والتي أضرت بالميزانية رغم تحقيقها نجاحات رياضية.
سيناريو ميسي كان درس قاسٍ للإدارة
كشفت تقارير صحفية إسبانية أن برشلونة جدد عقد ليونيل ميسي تسع مرات بين عامي 2005 و2021، حيث كانت كل عملية تجديد تزيد من قيمة راتبه ومكافآته.
وعلى الرغم من أن هذه الخطوات كانت منطقية بسبب تألق ميسي، إلا أنها تحولت لاحقًا إلى عبء مالي كبير، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية التي ضربت النادي.
لامين جمال موهبة واعدة تتطلب إدارة حكيمة
في حالة لامين جمال، يسعى برشلونة لاتباع نهج مختلف. يمتلك اللاعب البالغ من العمر 16 عامًا عقدًا وُقع في صيف 2023، عندما كان قاصرًا، وهو ساري حتى عام 2026.
وفقًا للقانون الإسباني، يمكن تمديد العقد تلقائيًا حتى عام 2030 عند بلوغه 18 عامًا.
لكن تألق جمال السريع جعل شروط العقد الحالية غير عادلة بالنسبة للنادي أو اللاعب.
كما تسعى إلى تجنب منحه عقدًا طويلًا بزيادات تلقائية، وهو النهج الذي اتبعته مع ميسي وأدى إلى خسائر فادحة.
تشكل مفاوضات تجديد عقد لامين جمال تحديًا كبيرًا لبرشلونة. يواجه النادي قيودًا مالية صارمة بسبب مخالفة قواعد الليغا المالية.
تدرك إدارة النادي أن فقدان جمال سيُشكل ضربة قاسية، خاصة بعد تألقه السريع كأحد أركان الفريق الأساسيين.
في الخلفية، يتذكر الجميع كيف تحول عقد ميسي من مصدر فخر إلى كابوس مالي. فبين عامي 2005 و2017، حصل الأرجنتيني على زيادات سنوية وصلت إلى 20% في بعض السنوات، دون ربطها بإنجازات محددة.
النادي الآن يريد تغيير هذه الثقافة، والتركيز على عقود مرنة تحقق التوازن بين العدالة للاعب وحماية الكيان المالي.
الخطر الأكبر الذي يواجه برشلونة هو احتمال فقدان جمال إذا تأخرت المفاوضات، خاصة مع اهتمام أندية أوروبية كبيرة بالموهبة الشابة.
يعوّل النادي على رغبة اللاعب في البقاء، ويثق بقدرة إدارته على تقديم عقد عادل. الهدف الرئيسي: عدم تكرار سيناريو ميسي الذي لا يزال يؤثر على حاضر النادي.
