في عالم كرة القدم المليء بالصخب، والحيوية، تتعدد الأدوار وتتباين التجارب، لكن القليل من الأشخاص يتمكنون من الانتقال بسلاسة بين هذه الأدوار. "سليم الوهري" أحد أبرز الحكام في محافظة تعز اليمنية، وهو مثال حي على ذلك. بدأ سليم مسيرته الكروية كحارس مرمى، حيث قضى أكثر من عقد من الزمن في حماية شباك عدة أندية محلية، ذلك مما أكسبه خبرة واسعة في فهم اللعبة من منظور اللاعبين.. ومع تطور مسيرته، انتقل سليم إلى عالم التحكيم، ليصبح حكمًا من الدرجة الأولى، حيث يضطلع بدور حيوي في تنظيم المباريات وضمان سيرها بشكل عادل.
في هذا الحوار الخاص لـ موقع كورة نت، يشاركنا سليم تجربته الرياضية الفريدة، ويتحدث عن تجربته الرياضية، واهم الانتقالات والتحديات التي واجهها خلال مسيرته، وكيف أثرت خلفيته كلاعب على أسلوبه كحكم.
بداية المسيرة الرياضية
متى بدأت رحلتك في عالم كرة القدم، وما الذي دفعك للانخراط في هذه اللعبة؟
-كانت بدايتي مع كرة القدم في بداية الألفينات، حينها كان عمري 17سنة. اما ماجعلني انخرط لهذه اللعبة هو حبي الكبير لها.
اول نادي التحقت به، وماذا كان دورك في الفريق؟
-التحقت في بداية مسيرتي الكروية إلى نادي الطليعة، كان ذلك في عام 2003 تقريبا، هناك تدرجت في الفئات العمرية من الناشئين، إلى اشبال، وحتى الشباب.. اما عن دوري في منظومة الفريق، فإني لعبت منذو بداية مسيرتي الكروية كحارس مرمى، واستمررت على ذلك مع كل الأندية التي لعبت معها.
هل كان لديك قدوة في كرة القدم أثناء طفولتك؟
يوجد الكثير من تأثرت بهم، تاثرت بالكابتن عادل سلطان الاديمي مدرب نادي الطليعة للفئات العمرية حينها.
التجارب والتحديات
ما هي الاندية التي لعبت معها؟
-لعبت مع اربعة اندية اولا بدأت في نادي الطليعة واستمريت لسبعة مواسم -اي سبع سنوات-. وبعد ذلك انتقلت الى اهلي الحديدة وهناك لعبت لموسم واحد، وانتقلت بعدها إلى نادي سيئون ولعبت موسم واحد هناك، وانتقلت ايضا ولعبت لدى نادي شعلة بعدن، وبعدها عدت إلى الطليعة ولعبت ثلاثة مواسم.
ما هو الإنجاز الذي تفخر به أكثر في مسيرتك حتى الآن؟
-ابرز انجاز وافتخر به كثيرا، هو صعود نادي الطليعة إلى الدرجة الأولى، شعور جميل، كنت العب في صفوف النادي حينها، وقد كنت الحارس في المباراة النهاية، مازلت اتذكر تلك اللحظة الرائعة.
ما هي أكبر التحديات التي واجهتها في مسيرتك الرياضية وكيف تمكنت من التغلب عليها؟
-العائق الكبير الذي يمكن ان يواجهني او يواجه اي لاعب يمني هو عدم الدعم والاهتمام في الجانب الرياضي بالقدر المطلوب، كنا نلعب حبا في كرة القدم، حتى وان لم نجد التغذية اللازمة التي يفترض ان يتلقاها اي لاعب يمارس الرياضة، لكن رغم هذا احببنا كرة القدم، ولعبناها حتى ونحن في أسوأ حالاتنا، وكان حبي لكرة القدم، اكبر من اي عوائق.
التدريب والتحضير
كيف تبدو روتينك اليومي كرياضي محترف؟ ما هي العادات التي تساعدك على النجاح؟
_عندي نظامي الخاص، مثلا النوم، لايمكن ان امارس السهر، انام في الليل بساعات كافية، واستيقض كل يوم في الفجر، وابدا تماريني المعتادة، كما اني أمارس الرياضة بشكل يومي، وهذا ساعدني كثيرا في المحافظة على لياقتي البدنية، كما اني من النوع الذي لايجلس بمجالس القات، ولا اتناول القات مثل اغلب اليمنيين.
الانتقال إلى التحكيم
ما الذي دفعك للانتقال من اللعب كحارس مرمى إلى التحكيم؟
-اولا عشقي لرياضة كرة القدم هو مايجعلني مرتبط بها، ومواضب عليها حتى اللحظة، كرة القدم ليست مجرد لعبة بالنسبة لي، بل انتماء، وهذا مايجعلني ان اقدم الكثير لأجلها، ربما يفهم قصدي من يلعب كرة قدم، ببساطة هي تجعلك مرتبط بها، وترغب في الاستمرار والتقدم فيها، كما ان الشخص الذي شجعني ودفعني للانخراط في مجال التحكيم هو صديقي القريب الكابتن رياض اسعد، كان له دور كبير في ذلك.
كيف ساهمت تجربتك كلاعب في تحسين أدائك كحكم؟
-عندما تكون لاعب، او حارس وتمارس اللعبة لفترة طويلة، وتدخل في السلك التحكيمي، تكون لديك فهم مسبق للعبة، تقرأ اللعبة، وتسهل تجربتك بدور التحكيم، ويكون لديك خبره، بالاضافة الى ثقافة كافية في قوانين كرة القدم، هذا لانك تصبح فاهم للعبة، وتعرف جميع المتغيرات، والقوانين، لذا يصبح الدور اكثر بساطة. ومن المهم معرفة ان تأريخك كلاعب يسهل عليك دورك كحكم.
الرؤيا والتطوير
أين ترى نفسك خلال السنوات القادمة، سواء في مجال التحكيم أو في أي دور آخر في كرة القدم؟
-انا اعمل بشكل دائم لاجل تحسين نفسي في كرة القدم، واؤمن بقدرتي على التقدم إلى الأمام، كما اني اطمح كثيرا في المشاركات الدولية والخارجية، هذا هو ما اهدف إليه.
كرة القدم تحافظ على الفرد
ما الذي قدمته لك كرة القدم؟.
-كرة القدم علمتني الكثير، وسعة دائرة معارفي، تمتلك اصدقاء هنا وهناك، وايضا، تعرفت على اصدقاء من مختلف المجالات، تعلمت اشياء كثيرة، والأهم، هي ان تدربك على الصبر، وتقبل الحياة، بكل اوجهها، كرة القدم بطريقة ما تعلمك مفاهيم أخلاقية عظيمة، وهذا هو سرها العظيم الذي يجعلنا نلتف حولها، ونحتفي بها.
من خلال تجربتك الرياضية، ما النصيحة التي توجهها للشباب؟
-حافظ على نفسك، العقل السليم في الجسم السليم، تغذى بشكل صحيح، كرة القدم تهتم بالجانب الجسماني والذهني، والاهم الذهني، فهذه اللعبة تحتاج إلى عقل نضيف، تجنب العادات السيئة، وحافظ على لياقتك البدنية، عليك ان تعمل بشكل متواصل لاجل تطوير مهاراتك، ان كل رياضي بحاجة دائمة للعمل على تطوير مهاراته، والاعتماد على الموهبة فقط، قد يوصل اللاعب في يوم ما إلى طريق مسدود.
* حقول يجب ادخالها